|
فوائد 24 فوائد 24
randomposts

latest news

randomposts
randomposts
جاري التحميل ...
randomposts

الوسائل المفيدة للحياة السعيدة

 الوسائل المفيدة للحياة السعيدة

أعظم الأسباب لذلك وأصلها وأسُّها هو : الإيمان والعمل الصالح، قال الله تعالى :{{ من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون}}.  سوره النحل.

فأخبر تعالى ، ووعد من جمع بين الإيمان والعمل الصالح،  بالحياة الطيبة في هذه الدار، وبالجزاء الحسن في هذه الدار وفي دار القرار، وسبب ذلك واضح ،فإن المؤمنين بالله الإيمان الصحيح المثمر للعمل الصالح،  المصلح للقلوب والاخلاق، والدنيا والاخرة، معهم أصول وأسس يتلقون فيها جميع ما يرد عليهم من أسباب السرور والابتهاج، وأسباب القلق والهم والأحزان. 

يتلقون المحاب  والمسار بقبول لها ، وشكر عليها ، واستعمال لها فيما ينفع، فإذا استعملوها على هذا الوجه أحدث لهم من الابتهاج بها، والطمع في بقائها وبركتها، ورجاء ثواب الشاكرين، أمورا عظيمة،  تفوق بخيراتها وبركاتها هذه المسرات التي هي ثمراتها،.

 ويتلقون المكاره والمضار والهم والغم بالمقاومة لما يمكنه مقاومته وتخفيف ما يمكنهم تخفيفه ، والصبر الجميل لما ليس لهم  عنه بد، وبذلك يحصل لهم من آثار المكاره من المقاومات النافعة والتجارب والقوة،

 ومن الصبر واحتساب الأجر والثواب أمورا عظيمة، تضمحل معها المكاره،  وتحل محلها المسار والآمال الطيبة، والطمع في فضل الله وثوابه ،كما عبر النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك في الحديث الصحيح أنه قال : {عجبا لأمر المؤمن أن أمره كله خير ،إن أصابته ضراء شكر فكان خيرا له ،وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له وليس ذلك لاحد الا للمؤمن}رواه مسلم .

فأخبر صلى الله عليه وسلم أن المؤمن يتضاعف غنمه وخيره وتمرات أعماله في كل ما يتركه من السرور والمكاره.

 لهذا تجد اثنين تطرقهما نائبة من نوائب الخير أو الشر،  فيتفاوتان تفاوتا عظيما في تلقيها، وذلك بحسب تفاوتهما في الايمان والعمل الصالح .

هذا الموصوف بهذين الوصفين يتلقى الخير والشر بما ذكرناه من الشكر والصبر وما يتبعهما ، فيحدث له السرور والابتهاج وزوال الهم والغم والقلق وضيق الصدر وشقاء الحياة، وتتم له الحياة الطيبة في هذه الدار.

 

 

والآخر يتلقى المحاب  باشر وبطر وطغيان فتنحرف اخلاقه ويتلقاها كما تتلقاها البهائم بجشع وهلع ومع ذلك فانه غير مستريح القلب بل مشتته من جهات عديدة ، مشتت من جهة خوفه من زوال محبوباته ، ومن كثرة المعارضات الناشئه عنها غالبا ومن جهة أن النفوس لا تقف عند حد ، بل لا تزال متشوقه لامور اخرى قد تحصل وقد لا تحصل ،

وإن حصلت على الفرض والتقدير، فهو أيضا قلق من الجهات المذكورة ويتلقى المكاره ، قلق وجزع وخوف ودجر فلا تسألوا عن ما يحدث له من شقاء الحياة ومن الأمراض الفكرية والعصبية ومن الخوف الذي قد يصل به الى اسوء الحالات وأفظع المزعجات لانه لا يرجو ثوابا ، ولا صبر عنده يسليه ويهون عليه ، .

وكل هذا مشاهد بالتجربة،  ومثل واحد من هذا النوع إذا تدبرته ونزلته على أحوال الناس،  رأيت الفرق العظيمة بين المؤمن العامل بمقتضى إيمانه ، وبين من لم يكن كذلك ، وهو أن الدين يحث غاية الحث على القناعة برزق الله وبما أتى العباد من فضله وكرمه المتنوع.

 فالمؤمن اذا ابتلي بمرض أو فقر او نحوه من الامراض التي كل أحد عرضة لها ، فإنه بإيمانه وبما عنده من القناعة والرضى بما قسم الله له،  تجده قرير العين ، لا يتطلب بقلبه أمرا لم يقدر له ، ينظر إلى من هو دونه ، ولا ينظر الى من هو فوقه،  وربما زادت بهجته وسروره وراحته على من هو متحصل على جميع المطالب الدنيوية إذا لم يؤت القناعة .

 كما تجد هذا الذي ليس عنده عمل بمقتضى الايمان ، اذا ابتلي بشيء من الفقر، أو فقد بعض المطالب الدنيويه تجده في غاية التعاسة والشقاء ، .

ومثل آخر:  إذا حدثت أسباب الخوف وألمت بالإنسان المزعجات تجد صحيح الإيمان ثابت القلب مطمئن النفس متمكنا من تدبيره وتسييره لهذا الأمر الذي دهمه بما هو في وسعه من فكر وقول وعمل قد وطن نفسه لهذا المزعج المهم وهذه احوال تريح الانسان وتثبت فؤاده .

كما تجد فاقد الإيمان بعكس هذه الحال اذا وقعت المخاوف انزعج لها ضميره وتوترت أعصابه وتشتت افكاره، وداخله الخوف والرعب واجتمع عليه الخوف الخارجي والقلق الباطني الذي لا يمكن التعبير عن كنهه، وهذا النوع من الناس اذا لم يحصل لهم بعض الأسباب الطبيعية التي تحتاج الى تمرين كثير انهارت قواهم وتوترت اعصابهم وذلك لفقد الإيمان الذي يحمل على الصبر خصوصا في المحالي الحرجة والأحوال المحزنة والمزعجة .

فالبر والفاجر والمؤمن والكافر يشتركان في جلب الشجاعة لاكتسابها وفي الغريزة التي تلطف المخاوف وتهونها ولكن يتميز المؤمن بقوة إيمانه وصبره وتركه وتوكله على الله واعتماده عليه واحتسابه لثوابه امورا تزداد بها شجاعته و تخفف عنه وطأة الخوف وتهون عليه المصاعب كما قال تعالى:{{ إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون}} النساء الآية 104 ويحصل له من معونة الله ومعينه الخاص ومدده ما يبعثر المخاوف، قال الله تعالى : {{واصبروا ان الله مع الصابرين }} الانفال الايه 46 ثانيا من الأسباب التي تزيل الهم والغم.



بقلم : elbakkali abdelhadi

بقلم : elbakkali abdelhadi

مغربي الجنسية محب للتدوين مهتم جدا بمجال التكنولوجيا والمعلوميات ومؤسس هذا الموقع .

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

فوائد 24

2023