|
فوائد 24 فوائد 24
randomposts

latest news

randomposts
randomposts
جاري التحميل ...
randomposts

أصل الغلو

 أصل الغلو 

قد يكون الغلو في الدين شاملا ،وقد يقتصر على جانب دون آخر كالغلو في أمر العقيدة وأمر الشريعة أو أمر الجهاد ،أو الموقف من قضية معينة، كالسياسة، أو المراة، أو الغرب، أو التراث،

وقد يكون الغلو في اتجاه الرفض أو القبول ، التضييق أو التوسع،  الرخصة أو العزيمة، التحريم أو التحليل، لكن الغالب للأسف الشديد بسبب الطابع النسقي والمغلق للغلو أن يكون شاملا وأن يكون في اتجاه  التشدد.

وقد واجه النبي صلى الله عليه وسلم الإرهاصات الأولى للغلو في زمانه، مما يدل على أنه استعداد نفسي وعقلي،  قد يظهر حتى في الأجيال المخصوصة، فكانت مواجهته له بصرامة منقطعة النظير،  من ذلك تشديده النكير على أسامه بن زيد،  وكان الحب ابن الحب، في قتله لمحارب أعلن الشهادتين،  صارخا :(أشققت عن قلبه؟) فما زال يرددها حتى تمنى أسامة لو أنه أسلم الساعة، ومنها فزعه إلى المنبر، يحذر الناس من الغلو في العبادة والتحريم،  حين بلغه خبر الثلاثة الذين سألوا عن عبادته، فكانهم تقالُّوها فاقتسموا بينهم الغلو تشددا في النوم والجنس والطعام، وأيضا أن تتهلل أساريره فرحا باتباع يباليغون في الطاعة، ويتطوعون لمزيد من التكاليف، أو يراه ارتفاعا في الجودة والفاعلية والمردودية لتربيته ومشروعه , اغتمّ وخاف ونبه إلى مكمن الخطر، ((من رغب عن سنتي فليس مني)) وهو الذي علم المسلمين أن أول كل أمر إلى شره، ثم إن كل شرة إلى فترة، فما كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى ،،.فكانها قانون يتنزل نفسيا واجتماعيا وتربويا.

وقد ابتلي المسلمون مبكرا بغلو خطير ،انطلق على خلفية صراع سياسي ليأخذ بعدا شاملا،  وليتحول إلى عنف مبير ،وذلك منذ العصر الأول زمن الخليفه الرابع علي بن ابي طالب رضي الله عنه،  ونقصد حركة الخوارج، الذين تنبأ الرسول صلى الله عليه وسلم بظهورهم ودعا لمواجهتهم حين قام متنطع يتهم الرسول صلى الله عليه وسلم بعدم العدل، فهمّ عمر به فقال الرسول صلى الله عليه وسلم دعه يخرج من ضضئه أقوام تحقرون صلاتكم إلى صلاتهم، وصيامكم إلى صيامهم، يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم،  يمرقون من الإيمان مروق السهم من الرمية، لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد

 وقد تميز الخوارج بمظاهر الغلو جميعا ,، وأهمها القراءة الحرفية والتجزيئية والسطحية للنص القرآني. 

 

 

..التطهرية الثورية المثالية المبالغة. 

..الجرأة على التكفير ، وإهدار الدماء  

..ممارسة العنف الشديد والاغتيال السياسي. 

..إلغاء الدور البشري في تجربة الحكم بإبداعها وأخطائها وتنوعها بزعمهم ، (لا حكما الا لله) كلمة حق يراد بها باطل.

وقد كان من آثار هذه الحركة، تعطيل جهد علي رضي الله عنه في مواجهة الفئة الباغية،  والمساهمة في إنهاء الخلافة الإسلامية الراشدة، وإعاقة الفتوحات الإسلامية، وكثرة التشردم والتفرق وتفشي الحروب وويلاتها على المسلمين، ولم يشفع للخوارج، للحيلولة، دون مصيرهم الحزين، وما أوقوعه في الأمة من ويلات،  لا صدقهم، ولا إخلاصهم، ولا صبرهم، ولا شجاعتهم، ولا عبادتهم، ولا خوفهم الشديد من الله ،ولا شِعرهم الحماسى الجميل، ولا ثباتهم في المعارك واستشهادهم، ولا استماتتهم وجديتهم وصلاحهم ،وهذه خصال نبيلة،  وشمائل فريدة لم تجتمع لغيرهم، لكن أفسدها الغلو ،وحولها إلى نقيضها تماما، 

ليس أقلها اطمئنانهم إلى صوابية رأيهم، وصدق نيتهم، مما أوقعهم في الإصرار، والغرور ،والجرأة على المخالف،

 لقد شهد لهم علي رضي الله عنه بقوله: ليس من طلب الحق فأخطأه كمن طلب الباطل فأدركه ،وشهد فيهم عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه وهو يحاورهم:  أعلم أنكم ما خرجتم لدنيا تطلبونها،  ولكنكم خرجتم للآخرة فأخطأتم طريقها ،وشهد لهم علماء الحديث:  ليس أصدق من خارجى، فنقلوا عنهم دون تحفظ، لكن ما ينفع كل ذلك وها هو القران الكريم، يصف أصحاب عيسى بالحوارين، ونصارى نجران أهل الأخدود بالمؤمنين، ويشهد للجميع بأنهم أنصار عيسى إلى الله، وينتصف لهم من مضطهديهم من اليهود والوثنيين ،لكن لم يمنع ذلك من أنه يصف أتباعهم ومحبيهم المخلصين بالغلاة ، بل والكفار حين غلو في دينهم واعتقدوا بألوهية المسيح ولو إعجابا به ومحبة فيه،  وكذلك فعل علي رضي الله عنه في غلاة الشيعة الذين ألهوه اعجابا ومحبة فعاقبهم اشد العقاب وكذلك كل الغلاة من بعد الخوارج ، ...يتبع....



بقلم : elbakkali abdelhadi

بقلم : elbakkali abdelhadi

مغربي الجنسية محب للتدوين مهتم جدا بمجال التكنولوجيا والمعلوميات ومؤسس هذا الموقع .

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

فوائد 24

2023