أسباب غلاء الخضر بالمغرب

سوق الجملة وما أدراك ما سوق الجملة، 

سوق الجملة في المغرب مثله، كمثل الإدارات بالمغرب،  قنوات سوق الجملة طويلة  عريضة جدا ومتعبة،

من بين الأسباب التي جعلت أسعار الخضر مرتفعة، 

الريع و(الشناقة)

(الشناقة )ينتظرون الفلاح حتى يحرث حقوله ويزرعها ويسقيها ويداويها من الحشرات الضارة ، ويصرف عليها دمه ، ولما تنضج هذه الغلة، (يتكسل الشناق و) وينهض من مضجعه ، ثم يتوجه إلى الفلاح المكافح ، ويبدأ فى مساومته ، ويروغ معه روغان الثعالب، ويستعمل معه كل أنواع ( التحراميات) فيقنعه بثمن بخس، ويسيطر على الغلة والبضاعة كلها ويدخل بها هو إلى أسواق الجملة ، ويتحكم في الاثمنة والأسعار كيفما يشاء، فيبيع للناس بأسعار مرتفعة جدا.

فى الواقع الشناق مع الأسف يذهب إلى الفلاح، قبل أن يزرع حقله فيشتري منه الغلة قبل زرعها ، ويبيعها للشناق الثاني،

 والثاني يبيعها للشناق الثالث ، وهكذا....

 والذي يؤدي ثمن هذا الغلاء، وهذا التلاعب بالأسعار، هو ذاك المواطن الفقير المسكين،  بل ويزيدون عليها مصارف النقل ومصارف البنزين ، وكل هذا يُستخلص من جيوب الفقراء،

المواطنون يؤدون الثمن غالياً بسبب  هذه الانتهاكات وهذه التلاعبات، 

والأخطر والأدهى والأمر ، أنه ومع الأسف في جميع أسواق الجملة تقريبا، توجد أماكن ومربعات يسيطر عليها بعض الناس دون موجب شرعي، وياخذون أموال طائلة مقابل سيطرتهم على هذه الأماكن داخل أسواق الجملة ، ولا يفعلون أي  شيئ لصالح السوق أو الفلاح،  أو المواطن،.

وكان قديما يقولون:  إن هذه الأماكن وهذه المربعات هي لأعضاء رجال المقاومة، وجيش التحرير، لكن مع الأسف الشديد،  اليوم تداخل هذا في هذا، ودخل كثير من اللصوص والانتهازيون، وسيطروا على هذه الأماكن، 

لا هم من أعضاء الجيش،  ولاهم من المحررين للبلاد، ولا هم من أي جهه من الجهات،  هم فقط انتهازيون.

فالواحد من هؤلاء الصعاليك يسيطر على مربع من مربعات أسواق الجملة، وينتظر  حتى تأتي الشاحنة محملة ببضاعتها ، من الخضر والفواكه، ....

وتدخل إلى سوق الجملة وحينما تتوقف فوق المربع،  والمكان الذي يسيطر عليه ،يطالبها بنسبة من المال دون خجل ، أو درة من حياء، ودون أن يفعل أي شيء، 

 لا هو فلاح ،(ضرب تمارة) ولا هو حرث الأرض،  ولا هو زرع،  ولا هو عالج ، ولا هو سقى، ولا هو نقل، ولا هو فعل أي شيء،  يأخذ أموال المواطنين،  ويساهم في رفع الأسعار دون موجب شرعي،

بل يرفع الأسعار على الفقراء ظلما وعدوانا ، وهذا كله يقع في أسواق الجملة تقريبا، في غفلة من المواطنين،  وفي غفلة من الناس، 

والمواطنون يتخبَّطون ويشتكون ويتألمون لارتفاع الأسعار....

وآخرين يأخذون أموال المواطنين هكذا،  بكل سهولة ويسر،  مع الاسف الشديد. 

كان من المعقول أو على الأقل، أن تذهب هذه الرسوم وهذه الأموال لخزينة الدولة، لكن أن تذهب إلى جيوب هؤلاء اللصوص فهذه مشكلة لا تُعقل ،وغير منطقية  البتة. 

الشناقه واللصوص والمهيمنون والمسيطرون على أسواق الجملة مثلهم مثل الشنقه واللصوص الذين يخرجون أيام اقتراب عيد  الأضحى،...

وقد سبق وكتبت  وأعدت عدة جهات تقارير طويلة عريضة، ورفعتها لوزارة الداخلية، ولكن لم يقع شيء، ولم يحدث أي شيء،  ولم تحرك وزارة الداخلية في هذا الموضوع شيئا، 

بل تركت هؤلاء اللصوص يرفعون أسعار البضائع على المواطنين كيف ما يشاءون، وكيف ما يحلو لهم...

وبكل بساطة هؤلاء حينما يرفعون أسعار الخضر، وأثمنة  الفواكه فهم يدمرون المجتمع ، ويهددون السلم الاجتماعي ، ويدفعون المجتمع إلى الاحتقان،.

حينما يشتري المواطن (مطيشه )ب 15 درهم و(الفلفله) ب 25 درهما والبصل ب 13 درهما فما فوق ،

فهذا ولا شك تهديد مباشر للأمن الاجتماعي، تهديد مباشر للسلم الاجتماعي المغربي ،

الريع وما يسمى ب(الكريمات ) أهلك  المقاولات الصغرى،  بل أهلك حتى الشركات الكبرى، وخرب جيوب الفقراء والمساكين، وزادهم شقاء على الشقاء الذي عانوه وكابدوه أيام كورونا.